جميع كتب قراءة القديم بعيون الجديد

بين العهدين

نستطيع أن نميز بوضوح في كتابات الآباء الشرقيين أن التاريخ المسيحي في الكنيسة الجامعة، يَحْسِم موقف الكنيسة المسيحية من إسرائيل، بأن الكنيسة المسيحية هي إسرائيل الجديد، وأنها حلت محل إسرائيل القديم في كل الوعود و البركات التي تكلم بها الروح القدس في أنبياء العهد القديم، وأن الكنيسة المسيحية تقبل العهد القديم بعيون الجديد، أي أنها تقبل من العهد القديم النبوات الخاصة بالمسيح له المجد وما عدا ذلك، فلابد أن يكون مقبولًا ومتسقًا مع العهد الجديد، وإلا فهو تاريخ نافع للعبرة و التعليم.

تهويد المسيحية حقيقة أم إفتراء

نعرف جيدا أن نظرية إشباع الغضب الإلهي قد وضعها `أنسلم ANSELM ` في القرن الثاني عشر، ولكن من غير المعروف أن `أنسلم` قد وضع نظريته هذه لمواجهة الزحف الإسلامي الذي كان قد وصل فعليًا إلى مشارف أوروبا، وأنه حاول أن يشرح الفداء للمسلمين الزاحفين، مستخدمًا أدوات الفكر الإسلامي في شرح الفكرة، إذ خلت نظريته تمامًا من أي إشارة إلى محبة الله؛ فالمحبة ليست من أسماء الله الحسني في الإسلام. بينما اعتمد على التوصيف الإسلامي لله أنه العدل وهو الرحمن الرحيم، وبنى على ذلك نظريته في وجوب تسوية النزاع بين عدل الله ورحمته بتقديم الابن نفسه ذبيحة لإشباع العدل الإلهي - بينما الصليب عند أثناسيوس هو المواجهة المنتصرة على الموت بالقيامة.